متاجرة طويلة المدى:
يختلف المتاجرون في أساليب تجارتهم حسب القالب الزمني الذي يعملون عليه . واستخدام القالب الزمني يعتمد على عدة أسس :
* طريقة المتاجرة ، إذ أن من يعتمدون على التحليل الفني يمارسونه في أغلب الأحوال على القوالب الزمنية طويلة المدى ، فيكون انطلاقهم من القالب اليومي فأطول ،
* حجم الحساب ، فأصحاب الحسابات الصغيرة لا يستطيعون مجاراة أصحاب الحسابات الكبيرة في متابعة المتاجرة على المدى الطويل ،
* مدى فراغ المتاجر ، فالمتاجر المشغول بعمل أو درس يلجأ إلى المتاجرة طويلة المدى ، بينما يفضل المتاجر المتفرغ أو من يوفر عدة ساعات يومياً للفوركس أن يعمل على القوالب الزمنية الأقصر .
ولا يعني حين نقول أن المحللين الفنيين يفضلون العمل على القوالب الزمنية الكبيرة ، أن الاستراتيجيات لا تهتم بهذه القوالب ، بل هناك استراتيجيات تتخصص بهذه القوالب الكبيرة ، وتستخدم في تقنياتها الوسائل والمؤشرات التي تضبط القمم والقيعان أو تتابعها ، كما أن هناك استراتيجيات تجمع بين المتاجرة قصيرة المدى أو متوسطة المدى وطويلة المدى . ومن الأمثلة على هذا الجمع بين القوالب الزمنية استراتيجية الترند المكسور التي تعمل على قالب الساعة ، مثلما تستخدم قالب الأربع ساعات والقالب اليومي ، بل يصح العمل فيها أيضاً على القالبين الأسبوعي والشهري .
ومن مزايا المتاجرة طويلة المدى :
* عدم الحاجة إلى التفرغ : فكما أسلفنا منذ قليل يمكن للمتاجر أن ينفذ صفقته ، ليرى نتيجتها بعد أيام أو أسابيع ، مما يعني أن هذا الأسلوب مثالي لمن لا يستطيع إعطاء متاجرته أكثر من عدة دقائق كل يوم أو عدة أيام لمتابعة عمله على عقوده . لكن هذا لا يعني أن يتسرع المتاجر بوضع صفقاته ، بل يجب عليه أن يتأنى كثيراً ويدرس ويمحص ويراجع قبل أن يتخذ القرار بإجراء الصفقة ، ثم لا يحتاج بعدها لكثير جهد لمتابعتها ،
* إرتفاع نسبة الهدف مقارنة بالوقف : وعلى الرغم من أن نقاط الوقف قد تصل إلى 150 نقطة أو أكثر إلا أن نقاط الهدف في مثل هذه الحالات قد تزيد على 3 أضعاف الوقف ، أو أكثر ، بينما مع القوالب الزمنية الأصغر تقل النسبة حتى أن هناك استراتيجية مبهرة في نتائجها على قالب الربع ساعة تعكس هذه النسبة لتصير 3 للوقف و 1 للهدف ،
* عدم التأثر بالأخبار : وهذه أيضاً مزية مهمة ، ولا يدرك قيمتها مثل المتاجرين على القوالب الزمنية قصيرة المدى ، إذ هم عرضة لعواصف الأخبار التي قد تضرب حساباتهم إذا لم يراعوا اتخاذ إجراءات الطواريء والسلامة . لكن من البديهي أن على المتاجر الذي يعمل على القوالب الزمنية طويلة المدى أن يحسن توقيت فتح العقود ،
* إلزام المتاجر بالعمل على نسبة مخاطرة قليلة ، فحجم نقاط الوقف يجبره على الدخول بنسبة مخاطرة لا تتعدى الـ 5% من الحساب ، ونحن نتحدث هنا عن المتاجرين الواعين أو المحترفين لا المغامرين أو المقامرين .
* تعويد المتاجر وتدريبه على الصبر والهدوء وضبط النفس ، وهي مزايا يفتقدها كثيرون ممن يعملون على القوالب الزمنية الصغيرة . وكلما قل القالب الزمني ازداد الضغط النفسي على المتاجر ، ولذلك رأينا بعض المتاجرين يضعون في توقيعاتهم في المنتديات أن الفوركس سبب في أمراض الضغط والسكري ومشاكل القلب ، وهم وإن كانوا يعرضون هذه التحذيرات من باب الدعابة أو التميز ، إلا أنها قد تصدق حين يلصق المتاجر عينيه بالشاشة طول النهار ، فيخسر بصره ، وقد يصاب بمرض من هذه الأمراض لتواتر الإنفعال والقلق والإحباط . هذه المشاكل تقل لدرجة كبيرة حين يعمل المتاجر على القوالب الزمنية الكبيرة .