متاجرة قصيرة المدى:
في حديثنا عن التجارة طويلة المدى قلنا أن من يتاجرون على هذه القوالب الزمنية التي تستخدم شمعات الأربع ساعات فأكثر ، وتراجع الشمعات اليومية والأسبوعية والشهرية وتراوح بينها يحتاجون إلى مهارات عالية وخبرات معتبرة لتقييم وضع العملة أو سلوك الزوج ، ويستخدمون في الغالب التحليل الفني خالصاً أو مصحوباً بالتحليل الأساسي ، ويكون تعاملهم مع التحليل الأساسي ليس في حدود الأخبار الوقتية ، بل يراجعون البيانات مرتبطة بسياسة الدولة صاحبة العملة وتاريخ البيان لعدة سنوات وتوقعات اتجاهه في الشهور أو السنوات القادمة . كما بينا أن التجارة متوسطة المدى هي تجارة معظم المتاجرين في السوق لاعتمادها على القوالب الزمنية بين الأربع ساعات والنصف ساعة ، ولذلك يهتم واضعوا الاستراتيجيات أكثر ما يهتمون بهذ التجارة وقوالبها الزمنية ، وهي تجارة تتأثر بشكل مباشر بالبيانات الوقتية والأخبار الطارئة سواء أكانت سياسية أم اقتصادية ، لذلك ينقسم المتاجرون بخصوص العمل وقت الأخبار المجدولة إلى قسمين ، قسم يحذر من العمل وقت الأخبار ، وقسم ينتهز وقت الأخبار لتطبيق استراتيجية من استراتيجيات الأخبار ، غير أن جميع المتاجرين المحترفين يتفقون على أن التحليل الفني يشل وقت الأخبار . أما المتاجرة على القوالب الزمنية القصيرة فلها شأن آخر .
هذه التجارة التي تتعامل مع شـمعات الربع ساعة فأقل هي في الأغلب تجارة المحترفين والخبراء المتفرغين ، فمحاذيرها كثيرة ، وأخطارها كبيرة ، على عكس ما يظن الناس ، فمن خصائصها :
* ضرورة التفرغ ، مما يعني أن يظل المتاجر متابعاً للشاشة طوال فترة عمله على عقوده لقلة زمن الشمعة ، وسرعة تبدل الحال وخصوصاً مع المجانين والكيبل . والتفرغ لا يعني أن يلتصق المتاجر بالشاشة 24 ساعة في اليوم والليلة ، ولا حتى نصف هذا الزمن ، بل طوال فترة اقتناص الفرص ، فمن الاستراتيجيات مثلاً ما يختص بأوقات الافتتاح ، ومنها ما يناسبه التوقيت الأسيوي ، وهكذا ... ، فإذا كان وقت الذروة هو المطلوب للاستراتيجية لزم للمتاجر أن يلازم برنامج التداول ساعة الافتتاح الأسيوي أو الأوروبي أو الأميركي ، وانصرف عن العمل بعد هذا التوقيت المختار .
* ارتفاع نسبة الوقف للهدف ، لذلك يلجأ بعض مصممي الاستراتيجيات للهيدج حتى يهربوا من الانتقاد حول نسبة المخاطرة المرتفعة . غير أن فشل الهيدج يفشل الاستراتيجية تماماً كما حدث مع بعض الاستراتيجيات التي طنطن عليها البعض حتى سقطت في اختبار الاستمرار والمواصلة ، وكان أكبر عائق هو قلة خبرة المتابعين للاستراتيجية باستخدام الهيدج ، وبخاصة تقنيات فكه .
* التأثر الشديد بالأخبار ، فعمل المتاجر على هذه القوالب يعتمد على جمع نقاط قد لا تصل إلى 30 نقطة ، وهي في أحيان كثيرة نصف هذا العدد ، فيكون الحل الوحيد لهذه المعضلة هو بالفرار من السوق قبل الخبر بوقت كاف .
* قد يزيد المتاجر نسبة المخاطرة في هذه المتاجرة عن 10% من الرصيد ، وقد يغري الربح السريع كثيراً من المتاجرين فيخاطرون بأكثر من 50% من الرصيد . هذا هو سلوك الكثيرين ، وأؤكد على أن هذه الطريقة في استخدام المارجن هي طريقة خطرة ، وقاتلة في بعض الأحيان ، مما قد يسرع بالمارجن كول خلال نقاط قليلة . غير أن السلوك المناسب لهذه الطريقة من المتاجرة هي في الالتزام بمارجن قليل مضمون مهما كانت المغريات .
* كلما قل القالب الزمني:
ازدادت الصعوبة وارتفع مستوى التحدي ،
ازداد الضغط النفسي ،
احتاج المتاجر إلى تركيز أكثر والتصاق أكثر بالشاشة ،
* يجب أن يتناسب القالب الزمني مع نسبة المارجن تناسباً عكسياً لكي ينجح المتاجر على هذه المتاجرة قصيرة المدى ، لا العكس ، فإذا كان المتاجر يعمل على مارجن 10% على الـ 15 دقيقة ، عليه ألا يزيد المارجن عن 5% على الـ 5 دقائق ، و 2.5% على الدقيقة .
* العمل على السكالبنغ وهو أن يهدف المتاجر لربح أقل من الـ 5 نقاط في عملياته ، وهذا هو أسلوب المحترفين أصحاب الحسابات الكبيرة ، لكن كثيراً من شركات التداول ترفض هذا الأسلوب ، وتنص في عقود الاتفاق مع عملائها على منعها ، ومن حاول العمل عليها تغلق العملية بالخسارة قسراً ، أو يعاقب العميل على ذلك . غير أن هناك بعض الشركات تسمح به فيربح المتاجر الخبير من هذا الأسلوب أرباحاً مستمرة إذا اعتمد على تقنية مجربة للسكالبنغ .