abdullah elshrhan
عدد المساهمات : 99 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/11/2014
| موضوع: الرأسمالية و النظام البديل الخميس ديسمبر 04, 2014 3:35 pm | |
| لقد أصابت الرأسمالية العالم كله بنكبة تفوق نكبات الحروب العالمية
ففى غضون أسابيع بل أيام فقدت كثير من بلدان العالم ما يقارب 60% من السيولة المتاحة لديها
و إفلاسات بالجملة بين عشية و ضحاها
و مازال فى الجعبة الكثير منها إذ أن هذه هى البداية
و فى الوقت الذى طالما صدعتنا فيه أصوات أبواق أنظمتنا من التكلفة العالية للحروب و ما تخلفه من دمار متذرعين بكل ذرائع الخراب الذى تخلفه الحرب للتنصل من واجباتهم فى حفظ الأمن القومى العربى
و فرض حلول عادلة لقضايا الأمة بالقوة طالما لم ينفع السلام و لم يعد ينفع
فى هذا الوقت تأتى الكارثة المالية لتذهب بكل ما تم بناؤه فى مهب الريح
و كأن لسان الحال يقول : ليست الحرب وحدها التى تأتى بالخراب !!!
نعم فالرأسمالية التى طالما نظر لها منظرون عرب فى كل محفل و مؤتمر ها هى نراها تقترب من فوهة سلة قمامة التجارب البشرية
و ها هى تقضى على البقية الباقية من مظاهر القوة و الاستقرار
فما السر و ما السبب فيما فعلته تلك الرأسمالية ؟
و هل هى فعلا اصبحت تجربة بائدة أثبتت فشلها ؟
و ما النظام البديل ؟ إن كان هناك أى بديل أصلا .. !!
كلها أسئلة تطرح نفسها فى وقت خسر العرب فيه أكثر مما خسرت أمريكا رأس الرأسمالية العالمية نفسها .
فنبدأ مع السبب و السر فى ضرب الرأسمالية لنا و بقوة فى قواعدنا الاقتصادية و الوصول بنا إلى هذا المأزق :
السبب هو أن الرأسمالية قائمة على النظام الربوى.
و لو تعمقنا أكثر فأكثر فى أضرار النظام الربوى لطالعتنا هذه الحقائق :
- "إن النظام الربوي لم يكن كما يزعم بعض علماء الاقتصاد هو أساس النهضة والتقدم الموجود حاليًا في الغرب".
فالعوامل الرئيسية التي أدت إلى النهضة الغربية تكمُن في الإبداع والابتكار، وفي دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجانب إشراف الدولة على المشروعات الإستراتيجية العملاقة.
فالولايات المتحدة لم تتخلص من أزمة الكساد الكبير في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين إلا بعد أن وضعت قواعد صارمة ضد النظام الربوي؛ حيث فرضت ضرورة وجود مشروعات حقيقية في مقابل أية قروض يتم منحها من خلال المصارف الأمريكية.
-فوضى الإقراض دون وجود أصول حقيقية تضمن إعادة هذه الديون في النظام الرأسمالي قد أدت إلى الأزمة المالية العالمية الحالية.
و هذا هو لب أزمة الرهن العقارى التى أشعلت الفتيل.
-الهيمنة و الاحتكار الأمريكى المطلقين مما حرم معه الجميع من مبدأ المساواة و تكافؤ الفرص ، و استعباد الدول الصغيرة و تحويلها إلى اسواق لتصريف بضائع الكبار.
-حرمان باقى الدول من تحقيق أى نهضة اقتصادية تحت وطأة الديون المتراكمة و الفوائد الربوية المتضخمة التى فاقت فى كثير من الأحيان الديون الأصلية ذاتها ، مما أثقل كاهل الدول الفقيرة و حرمها من تحقيق أى نمو اقتصادى ينهض باحتياجات مواطنيها ، و هذا كان هدف القوى الاستعمارية التى اختلقت النظريات و القوانين التى تحفظ بها دوام وجود أسواق تصرف فيها بضائعها و منتجاتها. ، و الكل يعلم الجات !!
بحيث تظل هذه الدول أسواقا فقط و إفشال اى محاولة لها فى التحول إلى الإنتاج و التحرر من نير الاستعباد الاقتصادى ( الاستعمار الحديث ).
-أزمة أخرى فى الهيكلة : فمنذ عقدين من الزمن تطرق الاقتصادي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد "موريس آلي" إلى الأزمة الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد العالمي بقيادة "الليبرالية المتوحشة" معتبرا أن الوضع على حافة بركان، ومهدد بالانهيار تحت وطأة الأزمة المضاعفة (المديونية والبطالة).
-اتساع الهوة بين المواطنين الأغنياء و الفقراء :
إذ رسخت الرأسمالية الطبقية البغيضة فى المجتمعات التى تبنتها ، و انقسم المجتمع إلى طبقات صنفت بالطبقة العليا و المتوسطة و الدنيا
ثم ما لبثت ان تلاشت الطبقة المتوسطة و اختفت من المجتمع الرأسمالى تماما
و أصبح المجتمع إما أغنياء أو فقراء
و هذا لا عيب فيه و لكن الملفت هو أن الفروق الاجتماعية ضخمة جدا بين الطبقتين
فطبقة تعيش فى أبراج قرب السحاب
و الأخرى تعيش تحت التراب
و ليس فوقه حتى
طبقة تحصل المال بلا أدنى مجهود و بأساليب كلها تفنن و احترافية فى استغلال حاجات البسطاء و حتى الأغنياء
و طبقة تعيش على الكد و لكن أى كد ؟!
كد بلا مقابل معقول يضمن لها مسكنا و ماء و كهرباء و مصاريف شهرية بلا ديون !!
-فكان لابد من ظهور خلل فى البنية المجتمعية مع هذا التفوات الرهيب فى الدخول
فالغنى يزداد غنى و الفقير يزداد فقرا
فالفقير يعيش بالدين و الدين قائم على الربا المضاعف
و الغنى يربح بالمضاعفات أيضا
- الكساد الكبير فى كثير من القطاعات نتيجة الفوائد البنكية المبالغ فيها مما أدى إلى رفع قيم المواد الأولية و قيم المنتجات مما أدى إلى كساد صحبته البطالة و زيادة التضخم و عجز فى الموازين.
و قد اضطر كثير من أصحاب المصانع خاصة فى البلدان النامية إلى إغلاق مصانعهم تحت وطأة المطالبات البنكية بسبب الفوائد – الربا أقصد.
هذه بعض المظاهر و هناك الكثير غيرها لكن سردتها كمثال و ليس الحصر
| |
|