[rtl]الجميع متفق على أن السبب الرئيسي لانهيار العملات هو قوة الدولار الامريكي بعد بدء عمليات سحب سياسة التخفيف الكمي في كانون الثاني بقيمة 10 مليار دولار أمريكي شهريا ليصل البرنامج بنهاية آذار 2014 إلى مستويات 55 مليار دولار أمريكي مقارنة بالمستويات الفعلية للبرنامج عند 85 مليار دولار، و تعهد البنك الفدرالي بإنهاء عمليات السحب في خريف 2014.
عمليات السحب لبرنامج التخفيف الكمي هامة للغاية كون المستثمرين الذين قاموا في ما مضى بوضع أموالهم في الأسواق الخارجية ( الناشئة) بحثا عن عوائد أعلى على استثماراتهم بدلا من الولايات المتحدة الامريكية و القارة الاوروبية التي قام تثبيت أسعار الفائدة الصفرية لفترة مطولة من الوقت بالإضافة إلى ارتفاع المخاطرة مقارنة بالعائد.
الحديث عن بدء سحب البرنامج يعكس المعادلة كونه سوف تثير التوقعات بأن أسعار الفائدة قد ترتفع على المدى المتوسط و الطويل مع التطور الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة، و هذا دافع للمستثمرين للقيام بالعملية العكسية بسحب الأموال من الأسواق الخارجية بما فيها الناشئة و إعادتها إلى الولايات المتحدة الامريكية.
البيانات الاقتصادية السلبية التي صدرت عن الصين منذ بداية 2014 و التي دعمت احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين كانت أيضا من أسباب إثارة المخاوف من أن الأسواق الناشئة ولا سيما تلك التي تعاني عجزاً في موازين معاملاتها الجارية ربما تلقى صعوبة في دعم عملاتها هذا العام.
مدى تأثر عملات الأسواق الناشئة من الحديث عن بدء الفدرالي سحب سياسة التخفيف الكمي
مدى تأثر عملات الأسواق الناشئة يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية
1- قوة هذه الاقتصاديات العملاقة و قدرتها على امتصاص التأثير السلبي لأي أزمة فالصين على سبيل المثال ثاني اكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
2- مدى تأثر هذه البلدان يعتمد على مدى اعتماد هذه البلدان على التدفقات المالية من الخارج ، فالبلدان التي تستورد أكثر مما تصدر في حاجة لاستمرار التدفق النقدي الخارجي إليها، لذلك فأن عمليات السحب للأموال منها يكون تأثير سلبي كبير على عملاتها أكثر من البلدان التي يكون اعتمادها أقل على الواردات.
3-العامل الثالث في المعادلة أيضا هو الاقتراض الكبير بالعملات الأجنبية و هذا بحد ذاته مشكلة كبيرة جدا للاقتصاديات الناشئة، فالبلدان التي تعاني من ارتفاع في الديون بالعملات الاجنبية يضعف من عملتها على حساب عملات البلدان التي تم الاقتراض منها، و الصين و روسيا خير مثال على ذلك كونها من أكبر البلدان المقرضة للبلدان الناشئة و المتقدمة على حدا سواء.
بناء على هذه العوامل الثلاثة أعلاه فأننا نرى بان عملات كلا من الصين و روسيا و البرازيل و الهند الأقل تأثرا كما يظهر على الرسم البياني أدناه:
تريد معرفته عملات الأسواق الناشئة!
نرى من الرسم البياني أعلاه بأن الاقتصاديات الأكثر تأثرا كلا الارجنتين و تركيا و جنوب أفريقيا ، كانت الأرجتين من أكثر بلدان الأسواق الناشئة تأثرا إذ شهدت عمليات سحب كبيرة للأموال و هذا ما سبب انهيار في أسواق الأسهم التي انخفضت حوالي 24% خلال كانون الثاني، اما عن سعر العملة فكان الأسوأ أداءاً أيضا إذ انخفض البيزو بما نسبته 23% كما يظهر الرسم البياني أدناه لأداء العملات الأسواق الناشئة ، أما عن العملات الأقل تأثر حتى منتصف شباط فكان الروبل الروسي الذي لم يسلم بعدها من الانخفاض الشديد نتيجة التوتر السياسي الذي شهدته البلاد مع أواخر شباط الماضي[/rtl]