الصبر على الخسائر.. وعدم الصبر على الربح
هذا ملمح آخر من ملامح التأثير النفسي على المتاجر. أول ما يرى في عمليته المفتوحة من نتائج هو الخسارة. أو فلنقل أنه يرى السبريد بداية الخسارة، ولا يقدر أن هذه النقاط التي تخصم منه في بداية العملية لا تعد خسارة، ويجب عليه أن يحسب حسابها في تخطيطه لعمليته. ثم قد يستمر المؤشر في الانطلاق باتجاه النقص عدة نقاط أخرى ، ثم يعود في اتجاه الكسب، فيظن أن مجرد تحول العملية من الناقص إلى الزائد هو ربح يجب أن يحصده في أسرع وقت ممكن، وينسى نقطة الهدف التي وضعها، وينسى الاستراتيجية التي يعمل عليها، أو التحليل الذي يلتزم به، فيخرج سريعاً خوفاً من أن يعود إلى عمليته النقص، فيخطف النقاط القليلة من فم السبع. أما حين يستمر المؤشر في اتجاه النقص، يزداد توتر صاحبنا، وكلما اقترب السعر من نقطة الوقف ارتفعت درجة حرارته، فإذا قارب السعر على ضرب الوقف، سارع صاحبنا بإلغاء نقطة الوقف، وهو يرجو أن يتحول المؤشر في اتجاه الربح، ويستمر المؤشر في اتجاهه المعاكس لتقديرات صاحبنا، وهو يمني نفسه بتحول الحال، وبرجوع السعر إلى سعر الدخول، ثم انطلاقه في جهة الربح، لكن هيهات، ولما ييئس أو يخشى المارجن كول يضطر لإغلاق العملية وقد خسر فيها أضعاف قيمة الوقف الذي وضعه للعملية.
إن الذي يقع ضحية هذا الملمح النفسي هو متاجر قليل الخبرة، ضئيل العلم. فالسلوك المناسب، وهو سلوك الخبراء والمتقدمين في هذه التجارة هو الدقة في التحليل أو الالتزام بشروط الاستراتيجية التي يعمل أحدهم عليها، ثم التزام قيود التحليل أو الاستراتيجية من وضع لنقاط الدخول والهدف والوقف، ثم الخروج من برنامج التداول حتى يتحقق أحد أمرين: الربح أو ضرب نقطة الوقف. ومن البديهي أن نقطة الوقف تكون مدروسة دراسة جيدة من حيث قيمتها أو موقعها من العملية. وهذا ما يجب أن يكون عليه كل متاجر يريد النجاح في هذه السوق.